مصير غامض يحيط بالكاتب بوعلام صنصال بعد وصوله الجزائر
لا تزال التساؤلات قائمة بشأن مصير الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، الذي انقطعت أخباره منذ وصوله إلى مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائرية السبت الماضي قادمًا من باريس. وتشير تقارير إعلامية إلى احتمالية توقيفه من قبل السلطات الجزائرية بسبب تصريحاته المثيرة للجدل المتعلقة بتاريخ الجزائر وعلاقاتها مع المغرب.
يُعرف صنصال، البالغ من العمر 75 عامًا، بانتقاداته الحادة للنظام الجزائري وللتيارات الدينية المتشددة. بدأ مسيرته الأدبية عام 1999، وحصل لاحقًا على الجنسية الفرنسية عام 2024. كما نال الجائزة الكبرى للرواية من الأكاديمية الفرنسية عام 2015.
التصريحات الأخيرة التي أدلى بها صنصال لوسائل إعلام فرنسية تناولت مسؤولية فرنسا عن الخلافات الحدودية بين الجزائر والمغرب بعد استعمار الجزائر، كما وصف بعض المناطق غرب الجزائر بأنها تابعة تاريخيًا للمغرب. هذه التصريحات أثارت موجة غضب في الجزائر واعتُبرت بمثابة "تجاوز للخطوط الحمراء".
لم تصدر السلطات الجزائرية أي بيان رسمي حول اختفاء الكاتب، فيما أفادت مصادر إعلامية غير مؤكدة بأنه يخضع للتحقيق على يد الأجهزة الأمنية الجزائرية. وتشير تقارير إلى احتمال مواجهته تهمًا تتعلق بـ"المساس بالوحدة الوطنية والتحريض على تقسيم البلاد"، وهي تهم تصل عقوبتها إلى السجن عشر سنوات وفقًا للقانون الجزائري.
ذكرت عائلة الكاتب في فرنسا أنها لم تتمكن من التواصل معه منذ وصوله إلى الجزائر. من جهته، أشار الكاتب والصحافي علي بوخلاف إلى أن صنصال كان يزور الجزائر بانتظام دون مشكلات تُذكر، وأن آخر زياراته كانت قبل عام أثناء مرافقة زوجته للعلاج في فرنسا.
اختفاء صنصال يثير جدلًا أوسع حول قضايا حرية التعبير في الجزائر. وبينما يرى البعض أن تصريحاته تجاوزت الحدود المقبولة، يطالب آخرون بالكشف عن مصيره وتقديم توضيحات رسمية.
تأتي هذه الحادثة في وقت تصعّد فيه الجزائر إجراءاتها ضد أي نشاط يُعتبر تهديدًا للأمن الوطني، مما يطرح تساؤلات حول المساحة المتاحة لحرية التعبير في البلاد.